تعالي أولاً نرى.. من هو الشخص العصبي؟
الشخص العصبي.. هو طفل كبير!!
نعم... هو شخص ضعيف جدًا..؟ لا يستطيع السيطرة على انفعالاته فيظهرها بسرعة دون تفكير أو تقدير.
لذا نجد الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ((ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب)) [رواه البخاري، ومسلم]، فالقوة هي في أن يمسك الشخص نفسه عند الغضب، ومن لا يستطيع إمساك نفسه عند الغضب يفتقد القوة المعنوية فهو شخص ضعيف جدًا مسلوب الإرادة.
إذن علينا أن نفهم أن العصبي إنسان أشبه بالمريض.. مسلوب القوة. وعلينا أن نراعي ذلك في تعاملنا معه.
الشخص العصبي.. لا يتعمد إيذاء مشاعر الآخرين بل يقوم بذلك دون تفكير منه، وينسى ما يفعله بسرعة! لذا لا تعتقدي أن زوجك يتذكر كل ما سببه لك حين صرخ عليك في الصباح! فهو بعد ساعات سينسى ما فعله ويتحدث معك بشكل ودود وكأنه لم يفعل شيئًا!!
لا تعتقدي أنه تعمد أن يؤذي مشاعرك.. كلا!! فهو يجرحك دون أن يعشر (حين يفقد أعصابه).. لأنه كان بلا عقل حينها!!
الشخص العصبي إنسان فاقد للثقة في نفسه.. وفاقد للحب والحنان... ويعتقد أن كل الناس تريد إهانته.. لذا فهو يحتاج جدًا للحب والاهتمام والاحترام والتقدير والثناء.. كلما أعطيته من هذه الأشياء في حياتك اليومية.. كلما أصبح أقل عرضة للنوبات العصبية..
حسنًا.. ولكن كيف أتعامل معه لأتجنب غضبه؟
تعالي لنرى كيف:
· اعرفي نفسيته جيدًا وراعيها: لا تتحدثي معه في وقت يكون فيه مستفزًا أو غاضبًا أو متعبًا أو حزينًا.
· لاحظي تعابير وجهه وافهميها جيدًا، إذا شعرت أن ملامحه فيها غضب أو شدة، أو أنه يتنفس بسرعة، أو ينظر بشدة، أو يتلفت بقوة.. اعرفي أنه على وشك الانفجار في لحظة غضب، تجنبي الاحتكاك معه أو إثارة غضبه.
· في حوارك معه.. كوني لبقة واحترميه. لا تستفزيه بالإصرار على رأي ما، أو معارضته بحدة، أو الاستهزاء به أو بكلامه.. بل اطرحي رأيك بلباقة واسأليه عن رأيه باحترام. الإنسان العصبي في حاجة للتقدير والاحترام وإذا أعطيته التقدير اللازم لن يثور عليك بإذن الله.
كيف أتعامل معه حين يثور في وجهي؟
في اللحظة التي يغضب فيها بشدة ويبدأ بالصراخ.. انتبهي لهذه الأمور:
· كوني هادئة ومتماسكة وقوية.. انتبهي فالتوتر، وكثرة الكلام والحركة، والبكاء، والضعف، والخوف.. كل هذه الأمور ستزيد من حدة غضبه وعصبيته. تماسكي وكوني قوية لكن هادئة. لا تقفي بخنوع وخوف وذل بل قفي أو اجلسي بثبات منتصبة القامة ولكن باحترام.
· لا تنظري له بحدة، ولا تجعلي نظراته تبدو بلا معنى وكأنك لا تهتمين به وبكلامه. انظري إليه باهتمام لكن دون حدة.
· استمعي له جيدًا وأكدي له أنك تسمعينه، فأشد ما يمكن أن يثير غضبه أن يشعر أنك لا تسمعينه ولا تعرفين ماذا يقول. أشعريه أنك تتابعين كلامه وتفهمينه.
· أشعريه أنك تقدرين شعوره ولا تتجاهلينه. مثلاً عبارة: «لماذا أنت غاضب؟!» أو «هذا لا يستحق الغضب» أو «هدئ أعصابك لا داعي لكل هذا!» هذه العبارات تشعره أنك لا تقدرين موقفه ولا تفهمين.. لذا فسيغضب أكثر!
· لكن عبارة «فعلاً هذا الأمر يثير الغضب.. معك حق.. لكن بإذن الله لن يتكرر».. ستجعله يهدأ لأنه سيشعر أنك تقدرين شعوره.
· لا تناقشي ولا تتنازلي له بسرعة لتسكتيه.. بل أجلي النقاش لوقت لاحق بطريقة لبقة.. «نتفاهم بإذن الله فيما بعد»، «خلاص نشوف حل للموضوع»، «يصير خير بإذن الله».. لأن الرضوخ والتنازل الدائم يجعلك تخسرين وتتألمين دائمًا.
· احتسبي الأجر في صبرك عليه تلك الساعة، وتذكري أنه شخص أشبه بالمريض وأن هذه الساعة ستمر وتنتهي بإذن الله.
ماذا تفعلين بعد انتهاء ساعة الغضب؟
أشعريه بأنك متألمة ومتأثرة وحزينة بصمت، لكن دون أن تعاقبيه أو تشعريه بالبغض، حاولي أن تظهر عليك إمارات الحزن والألم.
بعض الزوجات يتعرضن لنوبات الصراخ والغضب من أزواجهن ويتألمن بشدة، لكنهن يعدن للتعامل مع أزواجهن بشكل عادي!! فلا يشعر الزوج بأنها تألمت أو تأثرت!
وبعض الزوجات يقمن بعقاب الزوج بعدم التحدث معه أو مقاطعته مما يدفع بالزوج للعناد وافتعال المشاكل معها أكثر!! وهذا خطأ. عامليه بشكل جيد بل رائع، لكن أشعريه بأنك حزينة ومنكسرة.. هذا سيجعله يشعر بالندم.
· إذا استطعت أن تتحاوري معه بهدوء فيما بعد، فتحدثي معه عن هذا الموضوع وعن أثره على حياتكما.
· أشعريه بأنك تحبينه وأنك تودين لو تكون حياتكما أسعد، لكن هذا الغضب يؤثر عليكما.
· ساعديه في علاج نفسه، أرشديه لطرق التحكم بالغضب التي أرشدنا لها الرسول صلى الله عليه وسلم، مثل الوضوء وصلاة ركعتين والجلوس أو الاستلقاء وذكر الله، واشتري له أشرطة أو كتبًا تساعده على علاج نفسه بإذن الله.
منقول
مـــــــــــــــــــــو دتـــــــــــــي..
"كـــــــان يــــــــوم حـــــــــبـــــك"